عرف المصريون البريد منذ آلاف السنين, قديما استخدموا الحمام الزاجل لنقل الرسائل, وتذكر المخطوطات المصرية القديمة التي تعود الى اكثر من 2000 سنة قبل الميلاد اهتمام الفراعنة بالبريد واحترامهم لمهنة ساعي البريد. كما ازدهر البريد أيضا في عصر الفاطميين والمماليك والعثمانيين, ويعكس ازدهار البريد تقدم الدولة في مختلف المجالات الأخرى.
وكانت مصر من أوائل بلدان العالم التي عرفت تنظيم البريد كما كانت من أوائل البلدان التي نظمت مسابقة دولية لجمع الطوابع.
ويعد طابع البريد نافذة على التغييرات والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر منذ بداية استعمال الطوابع سنة 1865 الى اليوم.
فمثلا تأثرت أول الطوابع المصرية بالدولة العثمانية التي كانت مصر تتبعها في ذلك الوقت, فإنها تميزت ببساطة النقش, فكان الطابع ملونا بألوان زرقاء رفيعة ومتداخلة ويوجد أعلى كل طابع دائرة بها أربع كلمات متفرقة هي (بوستة - مصر - ثمنه - قرش).
إلا أنه سرعان ما اجتهد مصمموا الطوابع الذين عادوا من بعثة محمد علي (والي مصر في ذلك الوقت) الى فرنسا في اعداد أنواع أخرى من الطوابع تحمل صورا للآثار المصرية مثل أبي الهول والأهرام وآثار الإسكندرية كعمود السواري ومسلة فرعون.
ولم تكن أول طوابع البريد متعدد الفئات ولكن في عام 1866 أصدرت مصلحة البريد المصرية البريد المصرية طوابع من فئات هي 1 و 2 و 5 قروش.
أما في عام 1872 فقد أصدرت الطبعة الثالثة وهي طوابع من فئات 1 و 2 و 5 قروش. وكان لكل طابع ثمن ولون, فالطوابع من فئة القرش الواحد لونه أحمر والطابع من فئة القرشين لونه بنفسجي.
ومع تطور الطوابع استبدل بمنظر أبي الهول والهرم وغيرهما من الآثار مجموعة من صور ومناظر مصرية مختلفة.
وصورت الطوابع أيضا ملوك مصر, ففي سنة 1923 زينت جميع الطوابع العادية بصورة الملك فؤاد الأول, وسنة 1945 صدر طابع يحمل صورة الخديوي اسماعيل باشا بمناسبة مرور خمسين عاما على وفاته وقيمته عشرة مليمات, وعندها قامت ثورة 1952 تم رفع صورة الملك وحلت محلها صورة قناع الملك الفرعون توت عنخ آمون.
كما اهتم بعض الملوك بجمع الطوابع فعندما لجأت الثورة الى بيع ممتلكات الأسرة المالكة في مزاد كان الإعلان يتضمن المجموعة النادرة لطوابع البريد من المجموعة الملكية التي كان الملك فاروقح حريصا على جمعها وكان ذلك في مزاد خاص يوم 12 فبراير 1954.
ثم دخلت الطوابع في مرحلة ثانية, فأصبحت أدق في الرسم والطباعة, وتناولت موضوعات مختلفة فاهتمت بالمناسبات الاجتماعية والعمرانية التي تمثل نهضة البلاد, مثل المعارض والمؤتمرات الدولية التي أقيمت أو عقدت في مصر.
وصدرت أول مجموعة من تلك الطوابع التذكارية عام 1925 بمناسبة انعقاد المؤتمر الجغرافي الأول بالقاهرة في أول أبريل من تلك السنة, واتبعت في السنوات التالية بطوابع تذكارية للمعرض الزراعي الصناعي الثاني عشر, ومؤثمر الملاحة الدولي وافتتاح مدينة بورفؤاد والمؤتمرات مثل الإحصاء والطب و السكة الحديد.
الطوابع المصرية | Egyptian stamps